انتصبت اذناه البرتقاليتان عندما سمع ذلك الصوت الهمهام..تحركت أذنه اليسرى لتفسح المجال لأذنه اليمنى نظرا لحرارة الجو التى لا تطاق..
انكمش انفه المربع المستدير ارجوانى اللون بينما هو يتشمم ذلك الطعم ذا الصوت الخافت..وفمه يلوك قطعة من لبان التشيكلتس بطعم النعناع نظرا لعدم وجود تشيكلتس بطعم الفراولة لدى البقال..
نظرت عينه اليمنى الى عينه اليسرى بحدة..ثم صرخت فيها بشدة..فانظلق ننى العين اليسرى مسرعا فى احضان عينه السفلى خوفا من العين اليمنى وبطشها..ثم نظرت عينه السفلى الثانية الى العين اليمنى نظرة ذات مغزى لتثنيها عما تفعله مثل ثنية البنطلون عندما يكون اطول من اللازم..
بدأ فى الزحف ببطء سريع وهو يجرى مشيا..ثم تذكر انه نسى قدمه اليسرى فالتفت الى الوراء ليجدها تئن فى ألم..ألم حبر ماركة يونيبول والذى تجده فى جميع المكتبات بسبع جنيهات فقط لا غير زائد مصاريف الشحن..
انتفض من الذعر! فكيف له ان ينسى تلك القدم التى لطالما لعبت معه عندما رفض الجميع ..ولطالما أكلت معه وشربت معه و ذاكرت له ووقفت بجانبه عندما كان بحاجة ماسة الى الصحبة..وكم من مرة اعطته شرابها..ذلك الشراب الذى كانت تتدفأ فيه فى الصقيع كى لا تتجمد وتسقط تلك الاصابع الكاروهات الموضوعة بها..يالها من قدم وفية!!!
فتح فمه لتنساب من أنفه تلك الكلمات الحانية..والمتعاطفة.."هعااااااااعجوووووبص"
صمتت القدم قليلا ثم أطلقت نداء خافتا لتطمئنه انها ليست مستاءة منه..انتفض الاصبع الصغير ليطلق تلك الكلمات التى اكتنفته فى سعادة غامرة..تلك الكلمات التى أراد ان يسمعها لسنوات طوال ..
"هفعضص كممصطووظ ابع شفصبص"
أطلق يديه للريح, وانطلق ليرفع قدمه من على الارض ويحتضنها بحنان عنيف..
سقطت دمعة من عينه السفلى فـأعطتها عينه اليسرى منديلا ورقيا لتجفف تلك المياة نظرا لمشكلة المياه مع السودان وأثيوبيا..فواجب على كل مواطن أن يساهم فى توفير المياه..
امسك بهاتفه الجوال بارتعاش..ثم قلبه لناحية الكاميرا ليلتقط صورة تذكارية له مع قدمه التى نسيها ولم تنسه..
فى تلك اللحظة انطلقت من الهاتف نغمة لبيونسه ..عرف انها والدته..
أجاب مسرعا لتصل اليه تلك الكلمات التى خشى ان يسمعها.."كعوووووووبصااااااااااص مشفصصصصص كلنتشعععع!!!!!"
وقف شعره بنوم...ثم انطلق مسرعا ناحية المنزل لكى يلحق ميعاد الغداء.كان اليوم هو يوم المكرونة باللحمة المفقودة والسلطة بدون طماطم او خيار او خس او اى من مكونات السلطة...
شعر بسعادة جارفة فهو من محبى المكرونة باللحمة المفقودة..
وبينما هو يجرى مسرعا ببطء شديد سمع من خلفه صوت...التفت ليجد انه قد اسقط يده اليمنى فى غمرة سعادته..
وقف لثوان قليلة كثيرة مفكرا..
هل يعود ليحضر يده ام ينطلق كى لا تصرخ فيه امه؟
فى غمرة تلك الافكار الفستقية الفحلقية..قرر ان يسرع لبيته ثم يعود ليحضر يده لاحقا..
وحتى ان لم يجدها..فبوسعه ان يشترى يدا جديدة من اى محل..
اقترب من بيته والتراب الاحمر يحيط به من كل مكان نظرا لسرعته السريعة ببطء بطيء..نظر الى السماء ليجدها مليئة بالبتنجان فعلم ان الدنيا ستكون مسقعة وستجبره امه ان يلبس السويتر الجديد الذى اشترته له من مخزن الاحذية الذى يمتاز بجودة القبعات وسندوتشات الفول والطعمية..
صرخ "هعاااااااااااابصش"...وفتح باب المنزل
ثم أغلقه..
No comments:
Post a Comment