فى لحظتها لم أشعر بنفسى...أضحك وأبكى فى آن واحد...
توقف قلبى عن النبض لوهلة..ليستوعب الصدمة..
انسلت تلك الابتسامة من على وجهى, مخلفة وراءها شتات ابتسامة منكسرة..
وامتد الانكسار, ليرشق مخالبه فى قلبى بينما انسحبت الحياة من روحى..لتغوص فى فراغ من اللاشئ..
لينسل ظلام بلا نور..وصمت بلا معنى..فيحوط تلك الهالة ببطء حتى تتوارى فى احضانه ظانّة اياه ملاذا آمنا..وليس الا النهاية..
امتدت الغيوم لتكتنف الدنيا فى سواد مطلق..وصمت مطبق..
صمت..لا يحتوى معانى..
صمت..لا يحتوى كلمات...
صمت لا تنبض فى قلبه مشاعر..
صمت الموت..
تجمدت تلك الجذوة فى عينى..وبكى السحاب..
داعبت تنهيدات الطيور أذنىّ فى غناء باكٍ...وحزن ملائكى..
أهى النهاية بحق..؟
أم هى مجرد البداية..؟
هل هربت تلك البسمة من وجهى, فقط لتوصل نفسها بالأرض..فتمد نفسها الى اللانهاية..وترقى مجددا..؟
هل بكى ذلك السحاب..ليطلق دموعه الحانية تربت على الاشجار التى اطبق عليها التراب, فتوقفت عن التنفس, واستسلمت لظلام الموت..فيرسل نفحات الحياة بين وريقاتها التى لا زالت فى مقتبل العمر, باعثا اياها مجددا من الرماد لتشخص نحو شمس تلوح فى الافق..؟
هل عم ذلك الصمت ... لتنبثق من جنباته كلمات بعدئذ..فترسل عبقا ساحرا من الأمل بعد أن غلف اليأس قلبى..؟
نعم..!!
أقولها, بل أصرخها بأعلى صوتى...نعم!!
ليست النهاية بموت الجسد...بل ان النهاية هى موت الروح..
قد نظن أن النهاية فى تلك الآلام المدمرة التى تتقاذفها علينا الحياة فى بعض الأحيان..
ولكن ما لا ندريه..هو أن تلك الآلام ليست الا النار التى تنقى الذهب من شوائبه..
ليست الا الرياح التى تشذب الجبال وتنحت في أعماقها الجمال والكمال..
ماذا ان عصفت الأعاصير على أحلامنا, وجرفت السيول آمالنا..طالما نتمسك بتلك البسمة التى تقف عائقا فى وجه كل الكوارث..؟
أو على أقل التقدير..ان انسلت بسمتنا عن وجوهنا, فلنجعلها تنسل الى وجوه الآخرين..
فنحفر جزءا منا فى قلوبهم..ونضع جزءا من روحنا فى روحهم...خاطّين بذلك أول الحروف فى بداية جديدة توصل أوتار النهاية بالأمل..عازفة لحنا للحياة من قلب الموت..
فى لحظتها لم أشعر بنفسى...ولكنى شعرت بتلك البسمة ترتسم على شفتىّ مجددا..
واصلة أوتار الموت بداخلى..بروح الحياة..
No comments:
Post a Comment